هل سبق وأن شعرت أثناء نومك كما لو أنك تعرضت لصدمة قوية أو كأنك تسقط من مرتفع عالٍ، فما كان منك إلا أن تستيقظ لاهثًا خائفًا، قبل أن تنظر حولك وتتأكد أنك ما زلت في غرفتك وعلى وسادتك لتعود لإكمال نومك ثانية بكل سهولة؟
تُعرف هذه الظاهرة لدى المختصين في طب النوم وعلم النفس، باهتزازات أو رعشات بداية النوم “hypnic jerk”، وهي عبارة عن انتفاضة لا إرادية تحدث عند الانتقال من مرحلة اليقظة إلى مرحلة النوم، ويشعر خلالها النائم أنه يسقط من علٍ، وتصاحبها حركة مفاجئة في الجسم قد لا يشعر بها النائم نفسه، وإنما من يشاركه بالسرير.
هناك نظريات عدة لتفسير هذه الظاهرة، منها الارتخاء الطبيعي المفاجئ لعضلات الجسم أثناء الدخول في النوم، ما قد يفسره المخ عند بدء النوم على أنه نوع من السقوط، بسبب الصراع الذي تدخله الأعصاب في الدماغ أثناء المرحلة الانتقالية بين حالتيْ اليقظة والنوم.
عادة ما تطغى مرحلة النوم، خلال تلك المرحلة الانتقالية، فتبدأ معظم عضلات الجسم بالارتخاء إلا أن القليل منها يبقى محافظًا على بعض المحفّزات ما يكفيه للعمل بشكلٍ قوي ومفاجئ، لمدة قصيرة من الزمن، قبل أن ترتخي تمامًا، وهنا تحدث الرعشة، ويبدأ النائم بتخيل سقوطه.
يرى الأطباء والباحثون أن رعشة النوم لا تشكّل أي خطر أو مشاكل صحية، لكنها تزداد في حالات الإنهاك أو الحرمان من النوم لساعات طويلة، أو الإفراط في تناول الكافيين والتبغ والأدوية المنشطة. وتحدث بصورة أكبر لمن يبقى مستيقظًا لمدة 24 ساعة أو أكثر، كما أنها تزداد عند النوم في أوضاع غير مريحة مثل النوم جلوسًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق